بسم الله الرحمن الرحیم
ـ فی البدایة، قد یمکن طرح هذا السؤال القائل: کیف تبدو معرفة الثورة الإسلامیة فی إیران والتاریخ، وتجربة العقود الثلاثة التی مرّت علیها فی نشاط العاملین فی السلک الاجتماعی ـ السیاسی فی العالم الإسلامی؟
رغم أن هذا السؤال یمکن أن یطرح بشکل جاد بالنسبة إلى شریحة من نخب الأمة الإسلامیة، بید أنه فی الحقیقة یبدو من العجیب إلى حد ما أن نجد أنفسنا فی مواجهة هذا السؤال! .. إن الأمة الإسلامیة تشترک فی مصیر واحد، وإن مسار هذا المستقبل المشترک، إنما ینطلق من الماضی المشترک. وقد کان هذا النوع من التفکیر ساریاً بشکل جاد لدى التیار الجهادی للثورة الإسلامیة فی إیران. ویعود السبب فی ضرورة توظیف المفکرین والمصلحین فی الأمة الإسلامیة لتجاربهم واستنتاجهم فی النشاطات التی یمارسونها إلى حقیقة أن هذه التجارب والأفکار یتمّ الاهتمام بها من قبل الأمة الإسلامیة شرقاً وغرباً. حیث یتمّ البحث بشکل جاد عن إقبال اللاهوری وأبی الأعلى المودودی. وفی هذا السیاق نجد قائد الثورة الذی یواصل النضال على المستوى السیاسی وعلى المستوى الفکری، لا یکتفی بإلقاء الخطب والمحاضرات وتألیف الکتب والمقالات فقط، وإنما یُشبع الحاجة إلى هذه الأمور من خلال ترجمة الأفکار التی تبدأ من التجربة الفکریة فی مصر حیث الرقعة الغربیة من العالم الإسلامی، وصولاً إلى التجارب التحرریة والخلاص من ربقة الإستعمار الغربی فی شبه القارّة الهندیة.